ماذا قدم الإخوان المسلمون للعالم؟!
بقلم: محمد السروجي
حملات من التشويه المكذوب في السباق المحموم بين جناحي نظام الحكم المصري، جناح المغامرين الجدد رجال المال والأعمال الذين ظهروا فجاءةً بالتزامن مع النَّجَل على المشهد السياسي المصري، وجناح المسنين وبقايا التيارات الفكرية المندثرة التي انضمت لهذا النظام المستبد الفاسد بعد عقودٍ من النضال الوهمي ضده، سباق قد يختلف في الشكل، لكن بمضمون واحد هو الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين أوراق الاعتماد الوحيدة لدى نظام مفلس يعاني تآكل الشرعية وانهيار الشعبية، يتلخص هذا الهجوم في جملة من الأسئلة يمكن اختصارها في سؤالٍ واحد: ماذا قدَّم الإخوان؟! والسؤال ليس للمعرفة والاستفسار لكنه للجحود والنكران! ماذا قدَّم الإخوان لأنفسهم وأوطانهم ودينهم؟
المستوى الإستراتيجي:
استعادة وعي وهوية الأمة، وحماية العالم العربي والإسلامي من ثلاث موجات متتالية كادت تعصف بشعوب الأمة فكرًا وسلوكًا وعقيدة، وهي:
* موجة الانحلال الأخلاقي والعقدي منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى فترة الستينيات والتي انتهت بهزيمة 1967م.
* موجة التشدد والتطرف والتكفير التي بدأت في بدايات السبعينيات كرد فعل على الموجة الأولى وما زالت بقاياها مستمرة حتى الآن.
* موجة العنف والانقلاب التي ظهرت كرد فعل لليأس من الإصلاح والتغيير السلمي، وردًّا على حملة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
فضلاً عن ترسيخ الفهم الوسطي المعتدل بعيدًا عن التشدد والتطرف والنهج السلمي بعيدًا عن العنف والتدرج بعيدًا عن الطفرة والانقلاب وهي مقومات للتواجد والاستمرار والوصول.
المستوى الإجرائي:
* استدعاء المرجعية الإسلامية ليحدث التوازن أو التكافؤ بين المشروعات ذات المرجعيات العقدية بعد غياب قرون.
* تبني المشروع الحضاري الإسلامي كمشروعٍ يتفق وهوية الأمة وثقافتها بديلاً عن المشروع الصهيوأمريكي.
* تقديم المشروعات والبرامج الواقعية والممكنة للإصلاح والتغيير بعد فترة طويلة من اتهامهم بالغياب البرامجي والمشروعي.
* تقديم نماذج من الجيل المسلم الوطني المنشود الذي يتميز بنظافة اليد ونقاء الضمير وحسن السيرة، فضلاً عن التميز المهني والأداء الخدمي.
* تقديم نماذج مؤسسية عملية للشعار العبقري "الإسلام هو الحل" في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والخدمية.
* الارتقاء بالعمل النقابي بصورة غير مسبوقة على المستوى المهني والخدمي والمشاركة الفاعلة في حل المشكلات المحلية ودعم القضايا المركزية.
* الممارسة السياسية والبرلمانية المميزة والناضجة في المجالس البرلمانية والمحليات، لدرجة أحرجت وكشفت فساد العديد من الأنظمة السياسية العربية والإسلامية.
* المشاركة في الحكم في بعض البلدان وتقديم نماذج ناضجة وكفء من الوزراء والمسئولين.
* إحياء روح وثقافة المقاومة السلمية ضد المستبد الفاسد وروح المقاومة المسلحة ضد المحتل الغاصب، بل وفرض القاعدة الذهبية لقضايانا المركزية والمحلية، وأنه لا حلَّ دون التيار الإسلامي، النبت الطبيعي لهذه المنطقة من العالم.
وأخيرًا.. هذا غيضٌ من فيض تقوم به الجماعة من منطلق الفريضة الشرعية والمسئولية الوطنية.
0 comments
إرسال تعليق